KITAB RIYADH AL-SHALIHIN

رياض الصالحين
للإمام المحدّث الفقيه
أبي زكريا يحيى بن شرف بن مرّي النووي المتوفى سنة   676 ه‍

بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ، وأمينه على وحيه ، وخيرته من خلقه ، وسفيره بينه وبين عباده ، المبعوث بالدين القويم ، والمنهج المستقيم ، أرسله الله رحمة للعالمين ، وإماماً للمتقين ، وحجةً على الخلائق أجمعين

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }آل عمران : 102
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }  النساء : 1
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }  الأحزاب : 70-71
واعلَم أَنَّ أَنْفسَ الأَعمالِ ، وأَجلَّها قدراً : توحيدُ اللهِ تعالى
أَنَّ التوحيدَ له قِشران :
الأوَّل : أَنْ تقولَ بِلِسَانِك :  ( لا إله إلاَّ اللهُ )  
ويُسمَّى هذا القولُ : توحيداً ،
وهو مناقضُ التَّثْليثِ الذي تعتقدُه النَّصارى .
وهذا التوحيدُ يصدُرُ - أَيضاً - من المنافقِ الَّذي يُخالفُ سرُّه جهرَه .
والقِشْرُ الثَّاني : أَنْ لا تكونَ في القلبِ مخالفةٌ ،
ولا إِنكارٌ لمفهومِ هذا القولِ ،
بل يشتملُ القلبُ على اعتقادِ ذلك ،
والتصديق به ،
وهذا هو توحيدُ عامةِ النَّاسِ .
ولُبابُ التَّوحيد :
أَنْ يَرى الأُمورَ كُلَّها من اللهِ تعالى ،
ثم يقطعُ الالتفاتَ عن الوسائطِ ،
وأَنْ يعبدَه سبحانه عبادةً يفردُه بها ولا يعبد غيرَه   







0 Response to "KITAB RIYADH AL-SHALIHIN"

Posting Komentar