TAFSIR AL-QURAN

أيسر التفاسير لأسعد حومد
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)

( 1 ) - { بِسْمِ الله }
الَّذِي لاَ مَعْبُودَ بِحقٍّ سِوَاهُ ،
المُتَّصِفِ بِكلِّ كَمَالٍ ،
المُنَزَّهِ عَنْ كُلِّ نَقْصٍ ،
وَهُوَ صَاحِبُ الرَّحْمَةِ الَّذِي يُفِيضُ بِالنِّعَم الجَلِيلَةِ
عَامِّهَا وَخَاصِّهَا عَلَى خَلْقِه ،
وَهُوَ المُتَّصِفُ بِصِفَةِ الرَّحْمَةِ الدَّائِمَةِ .
 الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
( 2 ) - الثَّنَاءُ الجَمِيلُ بِكُلِّ أَنْوَاعِهِ ،
وَعَلَى كُلِّ حَالٍ للهِ وَحْدَهُ ،
وَنُثْنِي عَلَيْهِ الثَّنَاءَ لأَنَّهُ مُنْشِيءُ المَخْلُوقَاتِ ،
والقَائمُ عَلَيْهَا .
 الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)
 ( 3 ) - وَهُو صَاحِبُ الرَّحْمَةِ الدَّائِمَةِ ومَصْدَرُها ،
 يُنْعِم بِكُلِّ النِّعَمِ صَغِيرِهَا وَكَبِيرِهَا عَلَى خَلْقِهِ .
 مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
{ مالك }
 ( 4 ) - وَهُوَ وَحْدَهُ المَالِكُ لِيَوْمِ الجَزَاءِ وَالحِسَابِ ،
وَهُوَ يَوْمُ القِيَامَةِ ،
يَتَصَرَّفُ فِيهِ ،
وَلاَ يُشَارِكُهُ أَحَدٌ في التَّصَرُّفِ .
 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
 ( 5 ) - وَلاَ نَعبُدُ إلاَّ إِيَّاكَ ، يَا رَّبنا ،
وَلاَ نَطْلُبُ العَوْنَ والخَيْرَ إلاَّ مِنْكَ .
 اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
( 6 ) - وَنَسْأَلُكَ أَنْ تُوَفِّقَنَا الى طَرِيقِ الحَقِّ ،
والخَيْرِ والسَّعَادَةِ ،
وهُوَ الطَّرِيقُ المُسْتَقِيمُ الَّذِي يُوصِلُنَا إلَيْكَ .
 صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
{ صِرَاطَ }
 ( 7 ) - وَهُوَ طَرِيقُ عِبَادِكَ
الَّذِينَ وَفَّقتَهُمْ إلى الإِيمَانِ بِكَ ،
وَوَهَبْتَ لَهُمُ الهِدَايَةَ والرِّضَا مِنْكَ ،
لاَ طَرِيقُ الَّذِينَ اسْتَحَقُّوا غَضَبَكَ ،
وَضَلُّوا طَرِيقَ الحَقِّ والخَيْرِ
لأَنَّهُمْ أَعْرَضُوا عَنِ الإِيمَانِ بِكَ ،
والإِذْعَانِ لِهَدْيِكَ .




بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)
 ( 1 ) - قُلْ يَا مُحَمَّدُ :
إِنِّي أَعُوذُ وَأَسْتَجِيرُ بِاللهِ وَأَلْجَأُ إِلَيْهِ
وَهُوَ تَعَالَى رَبُّ النَّاسِ ،
وَهُوَ الذِي خَلَقَهُمْ مِنْ عَدَمٍ ،
وَرَبَّاهُمْ فِي نِعْمَتِهِ وَرَزَقَهُمْ .
 مَلِكِ النَّاسِ (2)
 ( 2 ) - وَهُوَ تَعَالَى مَالِكُهُمْ ،
وَمُدَبِّرُ أُمُورِهِمْ ،
وَوَاضِعُ الشَّرائِعِ وَالأَحْكَامِ التِي فِيهَ سَعَادَتُهُمْ .
 إِلَهِ النَّاسِ (3)
 ( 3 ) - وَهُوَ تَعَالَى معْبُودُ النَّاسِ ،
وَالمُسْتَولِي عَلَى قُلُوبِهِمْ بِعَظَمَتِهِ وَجَلاَلِهِ ،
وَلاَ يُحِيطُونَ بِكُنْهِ سُلْطَانِهِ .
 مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)
 ( 4 ) - إِنِّي أَلْجَأُ إِلَيْكَ
يَا رَبَّ الخَلْقِ وَإِلهَهُمْ
أَنْ تُنَجِّينِي مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ المُوَسْوِسِ ،
الكَثِيرِ الاخْتِفَاءِ عَنْ أَعْيُنِ النَّاسِ ،
الذِي يَذْهَبُ بالنَّفْسِ
إِلَى أَسْوَإِ مَصِيرٍ إِذَا أَطَاعَتْ وَسْوَسَتَهُ ،
وَانْسَاقَتْ مَعَهُ .
 الخَنَّاسِ - المُتَوَارِي المُخْتَفِي .
الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)
 ( 5 ) - وَهَذَا الوَسْوَاسُ الخَنَّاسُ
يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ،
وَيُزَيِّنُ لَهُم الشَّرَّ وَالسُّوءَ
لِيَصْرِفَهُمْ عَنْ سَبِيلِ الهُدَى وَالإِيْمَانِ .
 مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
 ( 6 ) - وَقَدْ يَكُونُ هَذَا المُوَسْوِسُ مِنَ الجِنِّ ،
وَقَدْ يَكُونُ مِنَ البَشَرِ .
الجِنَّةِ - الجِنِّ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)
 ( 1 ) - قُلْ : أَعْتَصِمُ وَاسْتَجِيرُ بِالرَّبِّ الذِي فَلَقَ الصُّبْحَ .
الفَلَقُ - الشّقُّ وَمِنْهُ الحَبَّ وَالنَّوَى .
أَعُوذُ - أَعْتَصِمُ وَأَسْتَجِيرُ .
مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2)
 ( 2 ) - مِنْ كُلِّ أَذَى وَشَرٍّ يُصِيبُنِي
مِنْ كُلِّ مَخْلُوقٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِ اللهِ .
وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3)
 ( 3 ) - وَأَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ اللَّيْلِ
إِذَا هَبَطَ وَغَمَرَ الكَوْنَ بِظَلاَمِهِ ،
وَاللَّيْلُ إِذَا كَانَ عَلَى تِلْكَ الحَالِ
كَانَ مَخُوفاً بَاعِثاً عَلَى الرَّهْبَةِ فِي النُّفُوسِ .
غَاسِقٍ - اللَّيْلِ .
وَقَبَ - شَمِلَ ظَلاَمَهُ الكَوْنَ .
وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)
{ النفاثات }
 ( 4 ) - وَأَعْوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ النَّمَّامِينَ
الذِينَ يَقْطَعُونَ رَوَابِطَ الوِدِّ وَالمَحَبَّةِ ،
وَيُبَدِّدُونَ شَمْلَ الأُلْفَةِ .
 ( وَقَدْ شَبَّهَ تَعَالَى عَمَل النَّمامِينَ بِعَمَلِ السَّاحِرَاتِ
اللَّوَاتِي يَنْفُثْنَ فِي عُقَدِ الخَيْطِ حِينَ يَقُمْنَ بِعَمَلِ السِّحْرِ ) .
وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
 ( 5 ) - وَاسْتَعِذْ بِرَبِّكَ مِنْ شَرِّ الحَاسِدِ
الِذِي أَنْفَذَ حَسَدَهُ بِالسَّعْي وَالجِدِّ
فِي إِزَالَةِ نِعْمَةِ مَنْ يَحْسُدُهُ ،
فَهُوَ يُعْمِلُ الحِيلَةَ ،
وَيَنْصُبُ الشِّبَاكَ لإِيقَاعِ المَحْسُودِ فِي الضَّرَّرِ ،
فَهُوَ لاَ يَرْضَى إِلاَّ بِزَوَالِ النِّعْمَةِ .




بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)
 ( 1 ) - قُلْ يَا مُحَمَّدُ لِمَنْ سَأَلَكَ مُسْتَهْزِئاً :
صِفْ لَنَا رَبَّكَ :
 إِنَّ رَبِّي هُوَ الوَاحِدُ الأَحَدُ ،
المُنَزَّهُ عَنِ التَّعَدُّدِ ،
وَعَنِ الزَّوْجَةِ وَالصَّاحِبَةِ وَالوَالِدِ وَالوَلَدِ .
اللَّهُ الصَّمَدُ (2)
 ( 2 ) - وَهُوَ الذِي يَقْصدُهُ العِبَادُ فِي الحَاجَاتِ ،
وَيَتَوَّجَّهُونَ إِلَيهِ بِالدُّعَاءِ وَالرَّجَاءِ
فِيمَا أَهَمَّهُمْ وَأَغَمَّهُمْ .
الصَّمَدُ - المَقْصُودُ فِي الحَاجَاتِ .
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)
 ( 3 ) - تَنَزَّهَ رَبُّنَا عَنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ .
وَهَذَا رَدٌّ عَلَى مُشْرِكِي العَرَبِ
الذِينَ كَانُوا يَقُولُونَ
إِنَّ المَلاَئِكَةَ بَنَاتُ اللهِ .
وَرَدَّ عَلَى مَزَاعِمِ النَّصَارَى
الذِينَ جَعَلُوا المَسِيحَ ابْنَ اللهِ ،
وَعَلَى اليَهُودِ الذِينَ قَالُوا :
إِنَّ عُزَيْراً هُوَ ابْنُ اللهِ .
وَاللهُ تَعَالَى لَمْ يُولَدْ
لأَنَّ ذَلِكَ يَقْتَضِي مَجَانَسَتَهُ لِسِوَاهُ ،
كَمَا يَقْتَضِي سَبْقَ العَدَمِ قَبْلَ الوُجُودِ ،
تَنَزَّهَ اللهُ عَنْ ذَلِكَ .
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
 ( 4 ) - لَيْسَ لَهُ نِدٌّ وَلاَ مَثِيلٌ .
وَفِي هَذَا نَفْيٌ لِمَا يَعْتَقِدَهُ بَعْضُ المُبْطِلِينَ
مِنْ أَنَّ للهِ نِدّاً فِي أَفْعَالِهِ
كَمَا ذَهَبَ إِلَى ذَلِكَ بَعْضُ مُشْرِكِي العَرَبِ
الذِينَ جَعَلُوا المَلاَئِكَةَ شُرَكَاءَ للهِ .
كُفواً - مَكَافِئاً .

0 Response to "TAFSIR AL-QURAN"

Posting Komentar